المرفأ للصحة النفسية
El-Marfa Mental Health
الـتـقـبـل الغــير مشــروطـ
Unconditional acceptance
ما أجمل أن نتقبل بعضنا البعض
"فالتقبل الغير مشروط هو الروح الرائعة التي تميز تلك العلاقات المتناغمة"
"طارق الحبيب"
نحن في حاجة ماسه إلى أن نتعلم كيف نتقبل الآخرين، نتقبلهم بخيرهم وشرهم بحسنهم وقبحهم دون إلقاء الاتهامات ودون نقد هدام، ودون أن نفسر سلوكياتهم ونحكم عليهم حسب أفكارنا المسبقة، فإلى جانب أن فيها إساءة ظن فان هذه الأفكار توغر الصدور وتؤجج مشاعر الانتقام والكراهية، فنحن أحوج ما نكون إلى تقبل بعضنا للآخر مما ينعكس على تواصلنا مهما كان الفارق بيننا بعيد.
مـــن هــو الآخـــر ؟
هو كل من يختلف عنا ونختلف عنه سواء من حيث اللون، الجنس، العادات والتقاليد، القيم، الفكر، التوجه السياسي والديني... والآخر هو كل من ليس أنا أو ما ليس نحن.
مـا هــو التـقـبـل الـغــير مـشـروط لـلآخـريــن؟
هو احترام الآخرين وتقديرهم وتقبلهم باختلاف لونهم وشكلهم وجنسهم وتفهم ما لديهم من أفكار وتقاليد وقيم ... ، كما أن تقبل الآخرين يرتبط بتقبل الذات بكل ما فيها من ضعف وقوة، فاذا تقبلت نفسي وذاتي فلا شك أنني سأتقبل الآخرين
مـن هـو الــمسـؤول عــن تـقبـل الآخــرين؟
لا بد أن نعترف أن تقبل الآخرين هي عملية تربوية بالدرجة الأولى لأن الانسان كائن اجتماعي بطبعه وسلوكياته متعلمه، فتقبل الآخر هو سلوك متعلم يتربى الفرد عليه من قبل المؤسسات التربوية سواء العائلة الصغيرة من الأم والأب، من خلال كيف تربي أبناءها وما هي الأساليب التي تعتمدها في التربيه، هل هناك حوار بين الأزواج وبين الأبناء، وكيف يحلون مشاكلهم، وهل تعتمد العائلة على المشاركة والتعبير عن الرأي واعطاء شرعية للاختلافات في الآراء؟ اذا كان الجواب نعم فان هذه مقدمه الطريق الى تقبل الآخر، بالاضافة الى دور المؤسسات التربوية الآخرى كالمدارس والمؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تساهم في تشكيل شخصية الفرد ولها دور كبير في تربية مفهوم وثقافة تقبل الآخر، اذا اعتمدت في تربيتها نهج الاعتراف بالآخر، وانطلقت من مفهوم أن لا أحد يمتلك الحقيقة الكاملة، وبالتالي ليس هناك ما هو على صواب والآخرين على خطأ.
الأهــمية التــي يمـكن أن تتـحقق من خـلال تقبـل الآخــرين:
من خلال تقبل الآخرين والتواصل معهم تتكون المعرفة ويزداد تبادل الخبرات بين الأفراد وتزول الأفكار السلبية من الذهن حول الآخر، فاذا تقبلت الآخر تقبلا غير مشروط فانك ستأخذ منه وسيأخذ منك فالعملية متبادله والعلاقه علاقة تكافؤ فالمعادلة أنت وهو، وهو وأنت .وهنا تكمن الاجابة في كيف يمكن أن أكون متحيزاً لما لدي وأتقبل الآخر، فلكل فرد الحق في التحيز لما لديه ولكن هذا لا يمنع من احترام ما لدى الآخرين وفهمه وبهذا يزداد الاحساس والشعور والتعاطف مع الغير،وهذا يعني جانب القوة في الذات ، فالآخر لا يهددني بل يكملني لأن ثقتي بما لدي كبيرة والآخر المجهول أصبح معلوماً بفضل معرفته والتقرب منه وفهمه. كما تكمن أهمية تقبل الآخرين في تربيتنا على التسامح والمحبه واحترام الحرية الشخصية والخصوصية للفرد، وحرية الفكر والتعبير، وبهذا نكون مسؤولين فالمسؤولية تتطلب من الفرد أن يحترم الآخرين ويتقبلهم.
أنواع التقبل الغير مشروط:
** تقبل الذات ** تقبل الآخرين
لكي تتقبل الآخرين عليك أن تتدرب على:
- قبول الاختلافات: عليك أن تميز الفروق الفردية وتتعرف على الاختلافات بين الأفراد
- فهم مشاعر الآخرين: عليك أن تدرك احتياجات الآخرين وتحترم مشاعرهم، وتعي مدى تأثير سلوكك الشخصي على مشاعرهم.
- التعايش مع الجماعة: لكي تتعايش مع الجماعة لا بد أن تتمتع بالقدرة على تكوين الصداقات ولكي تتشارك مع الآخرين يجب ان تثمن مزايا العمل مع الآخرين. - التعامل مع الخلافات: من خلال التفكير الجيد في ايجاد الحلول المناسبه والتعامل مع الضعوط بشكل مناسب.
ارشادات لتنمية مهارة التقبل الغير مشروط:
- ضع عدد من القواعد المحدده لمستوى السلوكيات المقبولة لديك والتي تحافظ بها على احترامك لذاتك واحترامك لغيرك، وعامل الآخرين تبعاً لهذه القوانين. - تذكر دائماً أن لردة فعلك تأثير على الآخرين، فلا بد من ضبط انفعالك عند تعرضك الى موقف غير مقبول بالنسبة لك.
-احرص على التواصل الايجابي بينك وبين الآخرين عن طريق الاصغاء الجيد والتعبير اللبق عن المشاعر والبعد عن التمركز حول الذات. -ابحث عن أفكار تساعدك على التقبل.
-لا تصدر أحكاماً على الآخرين عند لقائهم لأول مرة فالانطباعات الأولى ليست صحيحة دائماً.
عندي بحث عن هذا الموضوع ممكن معلومات اكثر مع المصادر
ردحذف