الخميس، 5 ديسمبر 2013

المراهقة تغيرات وتحديات



معنى المراهقة

المراهقة في اللغة العربية هي من كلمة راهق وتعني الاقتراب من شيء. اما في علم النفس فهي تشير إلى اقتراب الفرد من النضوج الجسماني والعقلي والاجتماعي والنفسي. وهنا مرحلة المراهقة لا تعتبر رحلة نضوج تام بل هي مجرد مرحلة تؤدي تبعاتها وأحداثها إلى النضوج.

الفرق بين المراهقة والبلوغ
المراهقة هي عبارة عن تغيرات جسدية وعقليه وعاطفية واجتماعيه. اما البلوغ فهو تغير جسدي يدل على ان الفرد أصبح قادر على النسل. بمعنى آخر البلوغ هو مرحلة فرعية ضمن مراحل المراهقة وعادة يكون أولى العلامات الدالة على بداية فترة المراهقة. هناك من يعتبر أنهما مترادفان؛ فالبلوغ يعني المراهقة، وهناك من يعتبر أن البلوغ هو العلامة المتميزة كبداية مرحلة المراهقة، ومنهم من يعتبر أن المراهقة أعم فالبلوغ يختص بالنمو الجنسي أو النمو العضوي والجنسي، والمراهقة تشمل ما سوى ذلك.

مراحل المراهقة

مرحلة المراهقة الأولى من الفترة 11-14 عاماً وتتصف بتغيرات بيولوجية سريعة.
مرحلة المراهقة الوسطى من الفترة 14-18 عاماً وهنا يتم اكتمال التغيرات البيولوجية.
مرحلة المراهقة المتأخرة من الفترة 18-21 عاماً وفي تلك المرحلة يتحول الفرد إلى إنسان راشد مظهراً وتصرفاً.
علامات دخول مرحلة المراهقة
النمو الجسدي: ظهور العضلات وتوسع المنكبين عند الذكور، والطول وتوسع الوركان عند الإناث.
النضوج الجنسي: في الإناث، بدء الحيض -ولا يشترط هنا ظهور الخصائص الجنسية الثانية مثل كبر حجم الثدي وغيرها-. أما في الذكور فتبدأ بزيادة حجم الخصية وبدء نمو شعر العانة.
التغير النفسي: تسبب التغيرات الهرمونية والجسدية للفرد المراهق بعض الاضطرابات حيث أن أول قذف منوي للذكر يرافقه بعض المشاعر السلبية والايجابية. وفي الإناث أيضاً حيث يسبب الحيض لهم بعض الانزعاج والخوف.



أهم التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة:

الحساسية الزائدة وسرعة التأثر وذلك نتيجة للتغير في توازن إفرازات الغدد.
الحث عن الذات، ففي هذه المرحلة من الحياة يبحث المراهق عن هويته ويشعر بعدم الوضوح، كثيراً ما يتساءل: ماذا أريد؟ من أنا؟ لمن انتمي؟ .
التقلب في المزاج، مما يجعل من الصعب التفاهم معه.
صراع دائم مع الاتجاهات والقيم والمثل، فكثيراُ ما تكون ممارسات الكبار في الحياة اليومية متناقضة مع القيم والمثل مما يؤدي إلى الحيرة والشك.
عدم الثبات في السلوك والتأرجح بين الهدوء والثورة، فهو يتحول بسهولة من طرف إلى آخر في انفعالاته، وقلما يستطيع التحكم بانفعالاته الخارجية ويثور لأتفه الأسباب.
القلق والاكتئاب والتوتر وعدم الاستقرار النفسي.
الاهتمام كثيراً بالمظهر الخارجي.
الاستغراق في أحلام اليقظة.
الميل والاهتمام بالجنس الآخر.

أهم التحديات والمشكلات التي يمر بها المراهق

العصبية وحدة التعامل: يتوتر المراهق، ويزداد عناده وعصبيته املآ منه في أن يحقق مطالبه غير مكترث بمشاعر الآخرين أو طريقة تحقيق مطالبه.
التمرد وفردية الرأي: حيث يشكو أغلب المراهقين من عدم فهم الأهل له، ,وعدم إيمانه بحق في الحياة المستقل. لذا، يلجأ المراهق إلى التحرر من مواقف ورغبات والديه في عمليه لتأكيد نفسه وآرائه وفكره للناس. وبما أن أغلب المراهقين يؤمنون بتخلف أي سلطة فوقية أو أعلى منه يلجاً المراهق لكسر تلك القوانين والسلطات وبالتالي تتكون لديه حالة من التمرد على كل ما هو أعلى أو أكبر.
الصراع الداخلي: يتزايد الصراع الداخلي لدى المراهق مع دخوله وتوغله في تلك المرحلة. وتحدث تلك الصراعات بسبب الاختلاف بين حقيقة الأمور والتفكير الخالي له.




كيفية التعامل مع المراهق/ة

ينظر الأهل للمراهق/ة في هذه المرحلة بقلق وخوف شديد عليه من المستقبل المجهول، ويمتزج شعورهم بالتوتّر ويحاولون قدر الإمكان حماية المراهق/ة من نفسه/ا وممن حوله. كذلك يشعر الأهل بما يسمى "الفقدان الوجداني" لابنهم أو ابنتهم الذين يبتعدون عنهم ليكوّنوا لأنفسهم رأيا خاصا ومستقلا. عادة ما يخشون عليهم من تأثير الضغط الجماعي للأصدقاء والصديقات، واحتمال أن يجرونهم لخطوات متهورة. كما يقلق الأهل إزاء التغييرات الجسمانية لدى أبنائهم ولا يعرفون كيفية التعامل مع هذا الوضع الحساس.
يلجأ الأهل في اغلب الأحيان للمقارنة بين أبنائهم وبين الأقارب والجيران. هذه المقارنات تصعّب عليهم تفهّم المراهق وكيفية التعامل معه. قبول هذا الإنسان الجديد وتقبّله يسهّل على الأهل إيجاد طريقة وأسلوب للتعامل معه.
ليس بمقدور الأهل منع أزمة المراهقة، لكنهم يستطيعون جعلها عادية قصيرة، وتمكين المراهق من الخروج منها سليما من الناحية النفسية. ينصح بالتحدث إلى المراهق والتعرّف على صراعات سن المراهقة كجزء لا يتجزأ من حاجته للاستقلالية واثبات الذات. كذلك يجب مساعدته في بناء شبكة اجتماعية سليمة.
لكي نساعد المراهق على زيادة ثقته بنفسه وصقل شخصيته وزيادة تقديره الذاتي، مطلوب من الأهل احترام المراهق وإعطائه اهتماما كبيرا، تقبّله وعدم مضايقته أو السخرية منه أو احتقاره والاستهتار به، والإصغاء له قدر الإمكان وإعطائه الفرصة للكلام والتعبير عن نفسه.
هناك تعطّش كبير لدى المراهق للحديث عن أحلامه وطموحاته وعن الأمور التي يحبها أو التي تزعجه. لغة الحوار مع المراهقين ضرورية جدا ولها أهمية كبيرة، وكذلك إعطاء المراهق الحق بالتعبير عن آرائه، عن مشاعره وأحاسيسه.
محاولة تفهّم الأهل وتقبّلهم للتغييرات والوضع النفسي التي يمر بها المراهقون والامتناع عن مواجهتهم، وإيجاد تفسير لسلوكهم. الليونة في التعامل معهم، عدم انتقادهم الدائم، عدم اللجوء للعقاب والعنف، وعدم المبالغة في إعطاء المواعظ والنصائح والإملاء على المراهق وعدم الإلحاح عليه أو إجباره على شيء وعدم إحراجه، هي المفتاح الأساسي لبناء علاقة سليمة معه ومساعدته في تخطي المرحلة.
من المهم جعل المراهق يشعر بالحب والحنان. ملاطفة واحتضان الوالدين للمراهق ومنحه اللمسات الناعمة الدافئة تؤثر عليه كثيرا وتكسبه الشعور بالأمان.
اصطحاب المراهقين لنزهات أو زيارة أصدقاء وأقارب، والمشاركة في مراكز رياضية وفعاليات اجتماعية والتعامل بالمساواة وعدم التمييز بين الجنسين ضروري وهام، إعطاء الدعم للمراهق والتربية على الحزم والمسؤولية، ومساعدته في اتخاذ القرارات والتعامل معه بصراحة، احترام خصوصيته والحفاظ على كرامته، كل هذا يمكن أن يجعله يشعر بالثقة والأمان.
هناك تأثير كبير لشبكة العلاقات بين الوالدين، والمشاركة والتعاون بينهما هما شرط أساسي لمعرفة كيفية التعامل مع الأبناء والبنات. الخلافات والشجارات المستمرة بين الوالدين تؤثر على المراهق لدرجة قد تكون سببا في هروبه من البيت. ينصح الأهل بمشاركة المراهق في بعض تجاربهما الخاصة، ومشاورته واخذ رأيه في أمور تتعلق بالأسرة وتطوير وتشجيع مواهب، مهارات وإمكانيات خاصة به، وتشجيعه على الوصول إلى مكانة اجتماعية مرموقة وبلورة رؤية وقيم وأخلاقيات تنسجم مع القيم الإنسانية البناءة.
الثقة المتبادلة بين الأهل والأبناء وعدم الكذب على المراهق، هذا يتطلب الوفاء بالعهود وعدم تجاهله وإهماله، وتشجيعه على تقبل ذاته شكلا ومضمونا ومعاملته على انه ليس طفلا، وكذلك ليس شابا.
على الأهل محاولة بذل الوقت الكافي للجلوس مع أفراد العائلة وعدم تركهم أوقات طويلة وحدهم. تربية الأبناء والبنات على المشاركة والتعاون وتقاسم المهام داخل الأسرة دون تمييز بين الجنسين؛ الاطّلاع على ما يشاهدون في وسائل الإعلام مع الحرص على عدم جرح مشاعرهم وأحاسيسهم؛ استغلال أحداث وإخبار تشاهدها العائلة يمكن أن تساعد في فتح قنوات الحوار والنقاش وإبداء الرأي في أمور متنوعة؛ إتباع نظام واتفاقية للعائلة يُوضع بمشاركة الجميع؛ وكذلك لا مناص أحيانا من وضع الحدود وإلزام الأبناء والنبات بها لدى الحاجة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق